عَنْ عَائِشَةَ رَضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَاءَهَا حِينَ أَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يُخَيّرَ أزواجه، فَبَدَأَ بِي رَسُولُ اللهِ ﷺ فَقَالَ: «إِنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أَمْرًا، فَلَا عَلَيْكِ أَنْ لا تَسْتَعْجِلي حَتَّى تَسْتَأْمِرِي أَبَوَيْكِ »
وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ أَبَوَيَّ لَمْ يَكُونَا يَأْمُرَانِي بفراقه، قَالَتْ: ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ اللهَ قَالَ: ﴿ يَأَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِأَزْوَاجِكَ ﴾ (الأحزاب: ٢٨) إِلَى تمام الآيتين، فَقُلْتُ لَهُ: فَفِي أَيِّ هَذَا أَسْتَأْمِرُ أَبَوَيّ؟! فَإِنِّي أُرِيدُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والدار الآخرة.
وعن عبدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمْ أَزَلَ حَرِيصاً عَلَى أَنْ أَسْأَلَ عمر بن الخطاب عَنِ المَرأتين من أزواج النبي ﷺ اللتين قَالَ اللهُ تَعَالَى:
﴿ إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ ﴾ (التحريم:٤)
حتى حجَّ وحَجَجْتُ معه ، وعدل وَعَدَلتُ مَعَهُ بإداوة فتبرَّزَ ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبَتُ عَلَى يَدَيْهِ مِنْهَا فَتَوَضَّأ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرَأَتَانِ مِنْ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اللَّتَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ إِن تَتُوبَاۤ إِلَى ٱللَّهِ فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ ﴾ [التحريم: ٤] ؟ قَالَ: وَا عَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ! هُمَا عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ، قَالَ : … قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي الله عنها: ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ ، فَبَدَأَ بِي أَوَّلَ امْرَأَةٍ مِنْ نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثَلَ مَا قَالَتْ عَائِشَةُ.
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِي الله عنها قَالَتْ: خَيّرنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَاخْتَرْنَا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَلَمْ يَعُدَّ ذلك عَلَيْنَا شَيْئًا.
[ كتاب | عائشة أم المؤمنين بستان العلم والدّين ]