صفية بنت عبـد المُطّلب رضي الله عنها

وَلَمَّا وَضَعَتِ المَعْرَكَةُ أَوْزَارَهَا، وَقَفَتْ عَلَى أَخِيهَا حَمْزَةَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ مثّل به أعداء الإسلام فَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ ، وَجَعَلَتْ تَقُولُ :
إِنَّ ذَلِكَ فِي اللَّهِ .. لَقَدْ رَضِيتُ بِقَضَاءِ اللَّهِ .. وَاللَّهِ لَأَصْبِرَ ، وَلَأَحْتَسِبَنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ المصاب في الله ولأطلبن الأجر عليه منه .
” صفية بنت عبـد المُطّلب رضي الله عنها”


صَفِيَّةُ أَوَّلُ امْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً دِفَاعاً عَنْ دِينِ الله مَنْ هَذِهِ السَّيِّدَةُ الجَزْلَةُ الرَّزَانُ الَّتِي كَانَ يَحْسُبُ لَهَا الرِّجَالُ أَلْفَ حِسَابٍ ؟ .
مَنْ هَذِهِ الصَّحَابِيَّةُ البَاسِلَةُ الَّتِي كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً فِي الإِسْلَامِ ؟ …
مَنْ هَذِهِ المَرْأَةُ الحَازِمَةُ الَّتِي أَنْشَأَتْ لِلْمُسْلِمِينَ أَوَّلَ فَارِسٍ سَلَّ سَيْفاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ .
إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ الهَاشِمِيَّةُ القُرَشِيَّةُ عَمَّةُ رَسُول الله عليه الصلاة والسلام
اكْتَنَفَ المَجْدُ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ مِنْ كُلِّ جانب، ﷺ فَأَبُوهَا ، عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمٍ جَدُّ النَّبِيِّ
وَزَعِيمُ قُرَيْشٍ وَسَيِّدُهَا المُطَاعُ . وأمها ، هاله بنتُ وَهْبٍ أُختُ آمَنَةَ بنتِ وَهْبٍ وَالِدَةِ رسول الله
وَزَوْجها الأول ، الحَارِثُ بْن عَرْبِ أَخُو أَبِي سُفْيَانَ ابْنِ حَرْبٍ زَعِيمِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَقَدْ تُوفِّيَ عَنْهَا .
وَزَوْجُهَا الثَّانِي ، العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ أَخُو خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدِ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَرَبِ فِي الجَاهِلِيَّةِ ، وَأُولَى أُمَّهَاتِ
المُؤْمِنِينَ فِي الإِسْلَامِ .

وَأَخُوهَا حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِبِ أَسَدُ اللَّهِ … وَابْنُهَا الزُّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ حَوَارِيُّ نَبِيِّ اللهِ .

وَابْنُهَا ، الزبير بن العَوَّامِ حَوَارِيُّ رَسُولِ اللَّهِ . أَفَبَعْدَ هَذَا الشَّرَفِ شَرَفٌ تَطْمَحُ إِلَيْهِ النُّفُوسُ غَيْرَ
شَرَفِ الإِيمَانِ ؟! .

لَقَدْ تُوُفِّيَ عَنْهَا زَوْجُهَا العَوَّامُ بْنُ خُوَيْلِدٍ وَتَرَكَ لَهَا طِفْلاً صَغِيراً هُوَ ابْنُهَا الزَّبَيْر فَنَشَّأَتَهَ عَلَى الحُشُونَةِ
والناس … وَرَبَّتْهُ عَلَى الفُرُوسِيَّةِ وَالحَرْبِ .

وَجَعَلَتْ لَعِبَهُ فِي بَرْيِ السَّهَامِ وَإِصْلَاحِ القِسِي . وَدَأَبَتْ عَلَى أَنْ تَقْذِفَهُ فِي كُلِّ مَخُوفَةٍ
وَتُقْحِمَهُ في كُلِّ عَطَر … فَإِذَا رَأَتْهُ أَحْجَمَ أَوْ تَرَدَّدَ ضَرَبَتْهُ ضَرْباً مُبَرِّحاً ، حَتَّىٰ
إِنَّهَا عُوتِبَتْ فِي ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ أَحَدٍ أَعْمَامِهِ حَيْثُ قَالَ لَهَا : مَا هَكَذَا يُضْرَبُ الوَلَدُ … إِنَّكِ تَضْرِبِينَهُ ضَرْبَ
مُبْغِضَةٍ لا ضَرْبَ أُمَّ ؛ فَارْتَجَزَتْ قَائِلَةٌ :
مَنْ قَالَ قَدْ أَبْغَضْتُهُ فَقَدْ كَذَبْ.
وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَيْ يَلِبْ
وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِي بِالسَّلَبْ

وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ بِدِينِ الهُدَى وَالحَقِّ ، وَأَرْسَلَهُ نَذِيراً وَبَشِيراً لِلنَّاسِ ، وَأَمَرَهُ بِأَنْ يَبْدَأَ بِذَوِي قُرْبَاهُ جَمَعَ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ … نِسَاءَهُمْ وَرِجَالَهُمْ وَكِبَارَهُمْ وَصِغَارَهُمْ ، وَخَاطَبَهُمْ قَائِلاً : (يَا فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المطلب ، يا عَبْدِ المُطَّلِبِ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ الله شَيْئًا ) .
ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى الإِيمَانِ بِاللَّهِ ، وَحَضَّهُمْ عَلَى التَّصْدِيقِ بِرِسَالَتِهِ …
فَأَقْبَلَ عَلَى النُّورِ الإِلَهِيِّ مِنْهُمْ مَنْ أَقْبَلَ ، وَأَعْرَضَ عَنْ الرَّعِيلِ الأَوَّلِ مِنَ المُؤْمِنِينَ المُصَدِّقِينَ … عِنْدَ ذَلِكَ.
جَمَعَتْ صَفِيَّةُ المَجْدَ مِنْ أَطْرَافِهِ : سُؤدَدَ الحَسَبِ ، وَعِزَّ الإسلام.
أَنْضَمَّتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ إِلَى مَوْكِبِ النُّورِ هِيَ وَفَتَاهَا الزَّبَيْرُ بْنُ العَوَّامِ ، وَعَانَتْ مَا عَانَاهُ الْمُسْلِمُون
السَّابِقُونَ مِنْ بَأْسِ قُرَيْشٍ وَعَنَتِهَا وَطُغْيَانِهَا . فَلَمَّا أَذِنَ اللهُ لِنَبِيِّهِ وَالمُؤْمِنِينَ مَعَهُ بِالهِجْرَةِ إِلَى
المَدِينَةِ خَلْفَتِ السَّيْدَةُ الهَاشِمِيَّةُ وَرَاءَهَا مَكَّةَ بِكُلِّ مَا لَهَا فِيهَا مِنْ طُيُوبِ الذِّكْرَيَاتِ ، وَضُرُوبِ المَفَاخِرِ وَالمَآثِرِ
وَيَمَّمَتْ وَجْهَهَا شَطْرَ المَدِينَةِ ، مُهَاجِرَةٌ بِدِينِهَا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ .
وَعَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ السَّيِّدَةَ العَظِيمَةَ كَانَتْ يَوْمَئِذٍ تَخْطُو نَحْو السِّتِّينَ مِنْ عُمُرِهَا المَدِيدِ الحَافِلِ … فَقَدْ كَانَ لَهَا فِي مَيَادِينِ الجِهَادِ مَوَاقِفُ عظيمة.

مصِيرُ الإِسْلَامِ الَّذِي اعْتَنَقَتْهُ رَاغِبَةً …
وَهَاجَرَتْ فِي سَبِيلِهِ مُحْتَسِبَةً ….
وَأَبْصَرَتْ مِنْ خِلَالِهِ طَرِيقَ الجَنَّةِ .
وَلَمَّا رَأَتِ الْمُسْلِمِينَ يَنْكَشِفُونَ عَنْ رَسُولِ الله لا إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ ..
وَوَجَدَتِ المُشْرِكِينَ يُوشِكُونَ أَنْ يَصِلُوا إِلَى النَّبِي وَيَقْضُوا عَلَيْهِ ؛ طَرَحَتْ سِقَاءَهَا أَرْضاً …
وَهَبَّتْ كَاللبوة الَّتِي هُوجِمَ أَشْبَالُهَا وَانْتَزَعَتْ مِنْ يَدِ أَحَدِ المُنْهَزِمِينَ رُمْحَهُ ، وَمَضَتْ تَشُقُّ بِهِ الصُّفُوفَ ،
وَتَضْرِبُ بِسِنَانِهِ الوُجُوهَ ، وَتَزْأَرُ فِي الْمُسْلِمِينَ قَائِلَةٌ : وَيْحَكُمْ ، أَنْهَزَمْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ؟!!
فَلَمَّا رَآهَا النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مُقْبِلَةٌ خَشِيَ عَلَيْهَا أَنْ تَرَى أَخَاهَا حَمْزَةَ وَهُوَ صَرِيعٌ، وَقَدْ مَثْلَ بِهِ
المُشْرِكُونَ أَبْشَعَ تَمْثِيلِ فَأَشَارَ إِلَى ابْنِهَا الزُّبَيْرِ قَائِلاً : ( المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ … المَرْأَةَ يَا زُبَيْرُ …) .
فَأَقْبَلَ عَلَيْهَا الزِّبَيْرُ وَقَالَ : ما أنع إليك … إليك ما أنع أُمَّهُ
فَقَالَتْ : تَنَع لَا أُمَّ لَكَ . فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ يَأْمُرُكِ أَن تَرْجِعِي …
فَقَالَتْ : وَلِمَ ؟! إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ مُثْلَ بِأَخِي ، وَذَلِكَ في الله ….

فَقَالَ لهُ الرَّسُولُ : ( خَلْ سَبِيلَهَا يَا زُبَيْرُ ) ؛ فَخَلَّى سَبِيلَهَا . وَلَمَّا وَضَعَتِ المَعْرَكَةُ أَوْزَارَهَا … وَقَفَتْ صَفِيَّةُ
عَلَى أَخِيهَا حَمْزَةَ فَوَجَدْتُهُ قَدْ بُقِرَ بَطْنُهُ، وَأُخْرِجَتْ كَبِدُهُ ، وَجُدِعَ أَنْفُهُ وَصُلِمَتْ أُذُنَاهُ وَشُوِّهَ وَجْهُهُ ،
فَاسْتَغْفَرَتْ لَهُ ، وَجَعَلَتْ تَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ فِي اللَّهِ … لَقَدْ رَضِيتُ بِقَضَاءِ اللَّهِ . وَاللَّهِ لَأَصْبِرَ ، وَلَأَحْتَسِبَنَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ المصاب في الله ولأطلبن الأجر عليه منه .

كَانَ ذَلِكَ مَوْقِفَ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ يَوْمَ ( أحد ) …

أَمَّا مَوْقِفُهَا يَوْمَ الخَنْدَقِ » فَلَهُ قِصَّةٌ مُثِيرَةٌ سُدَاهَا الدَّهَاءُ وَالذَّكَاءُ وَلُحْمَتُهَا ، البَسَالَةُ وَالحَزْمُ … فَإِلَيْكَ خَبَرَهَا كَمَا وَعَتْهُ كُتُبُ التَّارِيخِ . لَقَدْ كَانَ مِنْ عَادَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذَا عَزَمَ عَلَى غَزْوَةٍ مِنَ الغَزَوَاتِ أَنْ يَضَعَ النِّسَاءَ وَالذَّرَارِيَ فِي الحُصُونِ
خَشْيَةَ أَنْ يَغْدِرَ بِالمَدِينَةِ غَادِرٌ فِي غَيْبَةِ حُمَاتِهَا . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الخَنْدَقِ جَعَلَ نِسَاءَهُ وَعَمْتَهَ وَطَائِفَةٌ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي حِصْنِ لِحَسَّانَ بْنِ ثَابِتِ وَرِثَهُ عَنْ آبَائِهِ ، وَكَانَ مِنْ أَمْنَعِ حُصُونِ المَدِينَةِ مَنَاعَةٌ وَأَبْعَدِهَا مثالاً.
وَبَيْنَمَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يُرَابِطُونَ عَلَى حَوَافٌ الخَنْدَقِ فِي مُوَاجَهَةِ قُرَيْشٍ وَأَحْلَافِهَا ، وَقَدْ شُغِلُوا النِّسَاءِ وَالذَّرَارِي بِمُنَازَلَةِ العَدُوِّ .
أَبْصَرَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ المُطَّلِبِ شَبَحاً يَتَحَرَّكُ فِي عَيْمَةِ الفَجْرِ ، فَأَرْهَفَتْ لَهُ السَّمْعَ ، وَأَحَدَّتْ إِلَيْهِ البَصَرَ ..
فَإِذَا هُوَ يَهُودِيٌّ أَقْبَلَ عَلَى الحِصْنِ ، وَجَعَلَ يُطِيفُ بِهِ مُتَحَرِّساً أَخْبَارَهُ مُتَجَرِّساً عَلَى مَنْ فِيهِ . فَأَدْرَكَتْ أَنَّهُ عَيْن لِبَنِي قَوْمِهِ جَاءَ لِيَعْلَمَ أَفِي الحِصْنِ رِجَالٌ يُدَافِعُونَ عَمَّنْ فِيهِ ، أَمْ إِنَّهُ لَا يَضُمُ بَيْنَ جُدْرَانِهِ غَيْرَ النِّسَاءِ والأَطْفَالِ . فَقَالَتْ فِي نَفْسِهَا : إِنَّ يَهُودَ بَنِي قُرَيْظَةَ قَدْ نَقَضُوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ مِنْ عَهْدِ وَظَاهَرُوا قُرَيْشاً وَأَحْلَافَهَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ … وَلَيْسَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُدَافِعِ عَنَّا ،

وَرَسُولُ اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مُرَابِطُونَ فِي نُحُورِ العدو … فَإِنِ اسْتَطَاعَ عَدُوٌّ اللَّهِ أَنْ يَنْقُلَ إِلَىٰ قَوْمِهِ حَقِيقَةَ أَمْرِنَا سَبَى اليَهُودُ النِّسَاءَ وَاسْتَرَقُوا الذَّرَارِيَ ، وَكَانَتِ الطَّامَّةُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ. عِنْدَ ذَلِكَ بَادَرَتْ إِلَىٰ خِمَارِهَا فَلَفَّتْهُ عَلَى رَأْسِهَا ، وَعَمَدَتْ إِلَى ثِيَابِهَا فَشَدَّتَهَا عَلَىٰ وَسَطِهَا ، وَأَخَذَتْ عَمُوداً عَلَى عَاتِقِهَا ، وَنَزَلَتْ إِلَى بَابِ الحِصْنِ فَشَقَّتْهُ فِي أَنَاةٍ وَحِذْقٍ، وَجَعَلَتْ تَرْقُبُ مِنْ خِلَالِهِ عَدُوَّ اللَّهِ فِي يَقظَةٍ وَحَذَرٍ ، حَتَّى إِذَا أَيْقَنَتْ أَنَّهُ غَدًا فِي مَوْقِفٍ يُمَكِّنُهَا مِنْهُ.

حَمَلَتْ عَلَيْهِ حَمْلَةٌ حَازِمَةً صَارِمَةٌ ، وَضَرَبَتْهُ بِالعَمُودِ عَلَى رَأْسِهِ فَطَرَحَتْهُ أَرْضاً . .

ثُمَّ عَزَّزَتِ الضَّرْبَةَ الْأُولَى بِثَانِيَةِ وَثَالِثَةٍ حَتَّىٰ أَجْهَرَتْ عَلَيْهِ ، وَأَخمَدَتْ أَنْفَاسَهُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ .
ثُمَّ بَادَرَتْ إِلَيْهِ فَاحْتَرَتْ رَأْسَهُ بِسِكِّينِ كَانَتْ مَعَهَا ، وَقَذَفَتْ بِالرَّأْسِ مِنْ أَعْلَى الحِصْنِ …
فَطَفِقَ يَتَدَخرَجُ عَلَى سُفُوحِهِ حَتَّى اسْتَقَرَّ بَيْنَ أَيْدِي اليَهُودِ الَّذِينَ كَانُوا يَتَرَبَّصُونَ فِي أَسْفَلِهِ .
لِبَعْض :
فَلَمَّا رَأَى اليَهُودُ رَأْسَ صَاحِبِهِمْ؛ قَالَ بَعْضُهُمْ قَدْ عَلِمْنَا إِنَّ مُحَمَّداً لَمْ يَكُنْ لِيَتْرُكَ النِّسَاءَ وَالْأَطْفَالِ مِنْ غَيْرِ حُمَاةٍ … ثُمَّ عَادُوا أَدْرَاجَهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ . فَقَدْ كَانَتْ مَثَلاً فَذًا لِلْمَرْأَةِ المُسْلِمَةِ رَبَّت وَحِيدَهَا فَأَحْكَمَتْ تَرْبِيتَهُ .

وَأُصِيبَتْ بِشَقِيقِهَا فَأَحْسَنَتِ الصَّبْرَ عَلَيْهِ.
وَاخْتَبَرَتْهَا الشَّدَائِدُ فَوَجَدَتْ فِيهَا المَرْأَةَ الحَازِمَةَ العاقلة الباسلة ….
ثُمَّ إِنَّ التَّارِيخَ كَتَبَ فِي أَنْصَعِ صَفَحَاتِهِ
إِنَّ صَفِيَّةَ بِنْتَ عَبْدِ المُطَّلِبِ كَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ قَتَلَتْ مُشْرِكاً في الإِسْلَامِ .

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة