بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً ، ءأَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». أخرجه مسلم.
وفي حديث العرباضَ بنِ ساريةَ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ» صحيح أبي داود.
وفي حديث النعمان بن بشير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تكونُ النُّبُوَّةُ فيكم ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ – تعالى -، ثم تكونُ خلافةٌ على مِنهاجِ النُّبُوَّةِ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ – تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا عاضًّا، فتكونُ ما شاء اللهُ أن تكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ – تعالى -، ثم تكونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فيكونُ ما شاء اللهُ أن يكونَ، ثم يَرْفَعُها اللهُ – تعالى -، ثم تكونُ خلافةً على مِنهاجِ نُبُوَّةٍ» “السلسلة الصحيحة”.
وقال الله عز وجل (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة: 100)
على نور هذا الهدي من القرآن العظيم والسنة الشريفة جاء العمل بمؤسسة “على منهاج النبوة”.
لنعلي ذكر التوحيد والسنة وسبيل المؤمنين فوق ركام كل جاهلية وانحراف وبدعة.
لنقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم والجيل المتفرد من السابقين الأولين ومن تبعهم بإحسان، مستمسكين بهديهم متبعين لسبيلهم مشتاقين للاجتماع بهم في جنات ربنا عزّ وجل، رضي الله عنهم أجمعين .
لنتواصى بالحق ونتواصى بالصبر ونصحح المفاهيم الدارجة الخاطئة ونستقوي بمعين القرآن والسنة وما كان عليه السلف الصالح، في زمن الاستضعاف والبخس والزبد والغثاء وكل ما حطّ.
لنُذكِّر دائمًا بواجب الاستقامة كما أمر الله تعالى بلا إفراط ولا تفريط بلا غلو ولا إرجاء، ونتحصن من الفتن التي لا تزال تشتد.
لنبتعد عن كدر التجارب الفاشلة والأخطاء المتراكمة وأسباب الانتكاس وعوامل الانهيار المهلكة، وننتقل بقوة لأسباب الانبعاث وصناعة الهمة وإتمام المهمة وتقديم المثل والقدوة لمسيرة على نور من الله نرجوه .
لنزيد من سواد العاملين الصالحين والمؤسسات العاملة بالحق والعدل والإصلاح والبر، ولنكمل جهود كل مخلص تقي يرجو رحمة الله ويسابق لأداء الأمانة بلا غش ولا تطفيف.
ليبقى أمر هذا الدين ظاهراً فلا يُقال أين معالم الحق ؟! ليكون حجة للصادقين وحجة على المكذبين .
إنّ وعد الله حق، وهو آتٍ لا محالة، ولكن العمل على تحقيق هذا الوعد سبق وفضل، يتطلب إخلاصًا وصدقًا ويقينًا لا ينضب ودليل ذلك هو العمل لا مجرد كلم يخط!
هو التفاني والبذل والعطاء، لا مجرد نقل ونسخ لمعاني مهيبة لا تحفر بمداد العمل لا أقول الذهب!
قال ابن القيم رحمه الله: “الرفعة لا تكون بمجرد العلم! بل باتباع الحق، والعمل به.” (إعلام الموقعين 1 / 167 )
إن العمل على جمع القلوب على منهج النبي صلى الله عليه وسلم واستبانة سبيل المؤمنين؛ لهو من أرجى الأعمال في زماننا ومن الإعداد الواجب لما هو آت.
إن إحياء القلوب بمعين القرآن والسنة وسير السابقين الأولين وتبيان معالم الحق ودليل الفائزين لهو من أولى أولويات العمل على انبعاث الأمة من جديد سيدةً لا تابعة!
قائمةً بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، مستعلية بإيمانها لا مرتهنة لأهواء وإملاءات الغرب والشرق الكافرين.
ونحن حلقة من سلسلة الأجيال الحاملة لرسالة الإسلام العظيمة، يتطلب آداؤها بأمانة لمن بعدنا إعدادًا علميًا ونفسيًا عظيمًا، ووضوح رؤية وتبديد كل تشويش وضبابية، والتحصن من كل فتنة، ليكون المسير يليق بحامل التوحيد والسنة، إنه يتطلب إظهارًا لمنهاج النبوة.
على منهاج النبوة .. هكذا أرادها الله جل جلاله، قوة وخاتمة لهذه الأمة المسلمة، فلنقدم لله ما نعذر به، لنحيي القلوب بالإسلام ونؤسس لمجد له الثمن الأصدق، نفديه بأرواحنا وأغلى ما نملك .
اللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجك الكريم ولإعلاء كلمتك ولنصرة دينك وأمة نبيك صلى الله عليه وسلم، وخطوة لها الأثر الأوفى لعودة منهج النبوة حاكماً ورائدًا .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.


