عن أبي ذر قال: إن الله تعالى يقول: «يا جبرئيل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها»، قال: فيصير العبد المؤمن والهًا طالباً الذي كان يعهد من نفسه، نزلت به مصيبة لم ينزل به مثلها قط، فإذا نظر الله تعالى إليه على تلك الحال قال: «يا جبرئيل رُدَّ إلى قلب عبدي ما نسخت منه، فقد ابتليته فوجدته صادقاً، وسأمُّدُه من قِبَلي بزيادة»، وإذا كان عبداً كذاباً لم يكترث ولم يبالِ.
أخرجه ابن المبارك في الزهد (1543)،
وأبو نعيم في حلية الأولياء (6/ 63)،
وابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 45).
فالله يقبض ويبسط، فلا تيأس في حال قبضك.
“مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع، تقيمها الرياح تُقوِّمها تارة وتُميلُها أخرى، ومثل المنافق كمثل الأرْزِة لا تزال ثابتة على أصلها حتى يكون انجعافُها مرةً واحدةً”!
مثال ضربه النبي صلى الله عليه وسلم، لما يُصيب المؤمن من هموم وبلاء وضعف وفتور، وقديمًا قيل: “المؤمن لا يخلو من علةٍ أو قلةٍ أو زلة”.. فالمؤمن مهما كافح لابد أن تَغلبه الهموم، لكنه كلما غَلبته عاد من جديد، “تُقيمه الرياح، كما تُميله تارة؛ تُقوِّمه تارة”!
فالمؤمن لا ينكسر ولا ينقصف ولا ينعجف، بل كلما غلبته الهموم عاد إليه.. ولو سَلِم حاله دائمًا؛ لم يحصل له افتقار ولا أوبة ولا توبة.”