من شجاعة الصحابة رضي الله عنهم

شجاعةُ عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه

عن سَلَمةَ بنِ الأكوعِ رَضِيَ اللهُ عنه -في سياقِ ذِكرِه ليومِ خَيبَرَ- أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لأعطينَّ الرَّايةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ ورَسولَهُ، أو يُحِبُّهُ اللهُ ورَسولُهُ، قال: فأتيتُ عَلِيًّا، فجِئْتُ به أقودُهُ وهوَ أرمَدُ ، حَتَّى أتيتُ به رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فبَسَق في عَينَيه فبَرَأ، وأعطاهُ الرَّايةَ، وخَرجَ مَرْحَبٌ، فقال:
قَد عَلِمَتْ خَيبَرُ أنِّي مَرْحَبُ … شاكي السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ. إذا الحُروبُ أقبَلَت تَلَهَّبُ. فقال عَليٌّ: أنا الَّذي سَمَّتْني أمِّي حَيدَرَهْ … كلَيْثِ غاباتٍ كَرِيهِ المَنْظَرَهْ. أُوفِيهِم بالصَّاعِ كَيْلَ السَّندَرَهْ . قال: فضَربَ رَأسَ مَرْحَبٍ فقَتلَه، ثُمَّ كانَ الفَتحُ عَلى يَدَيه)) .
وعن الشَّعبيِّ قال: (كان عليٌّ أشجَعَ النَّاسِ، تُقِرُّ له العَرَبُ بذلك…)

شجاعةُ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنه

عن عَمرِو بنِ دينارٍ قال: كان يقالُ: (أشجَعُ النَّاسِ الزُّبَيرُ، وأبسَلُهم عليٌّ رَضِيَ اللهُ عنهما، والباسِلُ فوقَ الشُّجاعِ) .

وعن هشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه (أنَّ أصحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قالوا للزُّبيرِ: ألَا تَشُدُّ فنَشُدَّ معك؟ قال: إنِّي إن شدَدْتُ كَذَبْتُم. فقالوا: لا نفعَلُ. فحمَلَ عليهم حتى شقَّ صفوفَهم، فجاوَزَهم وما معه أحَدٌ، ثمَّ رَجَع مقبلًا، فأخذوا بلِجامِه، فضَرَبوه ضربَتَيِن: ضربةً على عاتِقِه بينهما ضربةٌ ضُرِبَها يومَ بَدرٍ. قال عُروةُ: فكُنتُ أدخِلُ أصابعي في تلك الضَّرَباتِ ألعَبُ وأنا صغيرٌ!) .

وعن عبدِ اللهِ بنِ الزُّبَيرِ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((كُنتُ يَومَ الأحزابِ جُعِلتُ أنا وعُمرُ بن أبي سَلِمةَ في النِّساءِ، فنَظَرتُ فإذا أنا بالزُّبَيرِ على فرسِه يَختَلِفُ إلى بني قَرَيظةَ مَرَّتينِ أو ثَلاثًا، فلمَّا رَجَعْتُ قُلتُ: يا أبتِ رأيتك تختَلِفُ! قال: وهل رَأيتَني يا بُنَيَّ؟ قُلتُ: نَعَم، قال: كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: من يأتِ بني قَريظةَ فيأتيني بخَبرِهم؟ فانطَلَقتُ فلمَّا رَجَعتُ جَمعَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أبوَيه، فقال: فداكَ أبي وأمِّي)) .

شجاعةُ خالِدِ بنِ الوليدِ رَضِيَ اللهُ عنه

قال خالِدُ بنُ الوليدِ رَضِيَ اللهُ عنه: (لقد دُقَّ في يدي يومَ مُؤتةَ تِسعةُ أسيافٍ، وصبَرَتْ في يدي صفيحةٌ لي يمانيَةٌ) .
ولمَّا احتُضِر قال: (لقد طلبتُ القَتلَ مظانَّه، فلم يُقدَّرْ لي إلَّا أن أموتَ على فِراشي، وما من عَمَلِ شيءٍ أرجى عندي بعدَ لا إلهَ إلَّا اللهُ من ليلةٍ بِتُّها وأنا متتَرِّسٌ بفَرَسي، والسَّماءُ تُهِلُّني، منتَظِرٌ الصُّبحَ حتَّى نغيرَ على الكُفَّارِ، ثمَّ قال: إذا أنا مِتُّ فانظُروا سلاحي وفَرَسي فاجعلوه عُدَّةً في سبيلِ اللهِ، فلمَّا توفِّيَ خرج عُمَرُ على جنازتِه، فذَكَر قَولَه: ما على نساءِ أبي الوليدِ أن يَسفحْنَ على خالدٍ من دُموعِهنَّ ما لم يكُنْ نقعًا أو لَقْلقةً .

شجاعةُ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه

عن عامِرِ بنِ سَعدٍ عن أبيه رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جَمعَ له أبَوَيه يَومَ أُحُدٍ، قال: كانَ رَجُلٌ مِنَ المُشرِكين قد أحرَقَ المُسلِمينَ، قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ارْمِ فِداك أبي وأمِّي، قال: فنَزَعْتُ لهُ بسَهمٍ ليسَ فيه نَصْلٌ ، فأصبْتُ جَنبَه فسَقَط، فانكَشَفَت عَورَتُه، فضَحِكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى نَظَرتُ إلى نَواجِذِه! ) .
وعن سَعيدِ بنِ المُسَيِّبِ قال: (كان سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ أشَدَّ المُسلِمين بأسًا يومَ أُحُدٍ)

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة