ما لقيه بعض الصحابة من أمهاتهم

مصعب بن عمير

روى ابن سعد بسنده عن محمد العبدري فذكر الحديث عن إسلام مصعب وفيه قال: “فكان يختلف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سراً فبصر به عثمان بن طلحة يصلي فأخبر أمه وقومه، فأخذوه فحبسوه فلم يزل محبوساً حتى خرج إلى أرض الحبشة في الهجرة الأولى ثم رجع مع المسلمين حين رجعوا، فرجع متغير الحال قد حرج، يعني غلظ، فكفت أمه عنه من العذل”.

سعد بن أبي وقاص

روى مسلم عن سعد أنه نزلت فيه آيات من القرآن، قال: (حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب، قالت: زعمت أن الله وصاك بوالديك، وأنا أمك، وأنا آمرك بهذا. قال: مكثت ثلاثًا حتى غشي عليها من الجهد (التعب)، فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله عَزَّ وجل في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}(العنكبوت:8). فمحنة سعد رضي الله عنه كانت محنة نفسية عظيمة، وموقفه في ثباته على دينه موقف يدل على مدى تغلغل الإيمان في قلبه، وأنه لا يقبل فيه مساومة من أحد ولو كانت أمه.

طلحة بن عبيد الله

عن مسعود بن حراش قال: (بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة إذا أناس كثير يتبعون إنساناً فتى شاباً موثقاً يده إلى عنقه، قلت: ما شأنه؟ قالوا هذا طلحة بن عبيد الله صبأ (كفر بدين قريش)، وامرأة وراءه تذمه وتسبه قالوا هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي) رواه البيهقي.

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة