قوام الإسلام كان بهم

في البخاري :” فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ أَفِي الْقَوْمِ مُحَمَّدٌ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَنَهَاهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجِيبُوهُ. ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ – ثُمَّ قَالَ: أَفِي الْقَوْمِ ابْنُ الْخَطَّابِ – ثَلَاثَ مَرَّاتٍ- ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَمَّا هَؤُلَاءِ فَقَدْ قُتِلُوا، فَمَا مَلَكَ عُمَرُ نَفْسَهُ فَقَالَ: كَذَبْتَ وَاللَّهِ يَا عَدُوَّ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ عَدَدْتَ لَأَحْيَاءٌ كُلُّهُمْ وَقَدْ بَقِيَ لَكَ مَا يَسُوءُك. قَالَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ، إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ فِي الْقَوْمِ مُثْلَةً لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي ثُمَّ أَخَذَ يَرْتَجِزُ: أُعْلُ هُبَلْ أُعْلُ هُبَلْ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”أَلَا تُجِيبُوا لَهُ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ. قَالَ :”قُولُوا اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ”. قَالَ: إِنَّ لَنَا الْعُزَّى وَلَا عُزَّى لَكُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلَا تُجِيبُوا لَهُ”، قَالَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَقُولُ. قَالَ:” قُولُوا اللَّهُ مَوْلَانَا وَلَا مَوْلَى لَكُمْ ” .

قال ابن القيم – رحمه الله – :” ولم يسأل إلا عن هؤلاء الثلاثة لعلمه وعلم قومه إن قوام الإسلام بهم ” .

( زاد المعاد 3/301 ) .

ثقة إيمان ويقين

من فضائل أبي بكر الصديق وعمر الفاروق رضي الله عنهما، ثقة الرسول بهما لعلمه بصدق إيمانهما وقوة يقينهما وكمال معرفتهما بعظيم سلطان الله جل جلاله وكمال قدرته، كما ثبت في البخاري:” بينما راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي فالتفت إليه الذئب فقال: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري؟ وبينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، فالتفتت إليه فكلمته، فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث”، قال الناس: سبحان الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر بن الخطاب). رضي الله عنهما ” .

فالنبي جعل أبا بكر وعمر معه في الإيمان بما ذكر الناس ، مع أنهما لم يحضرا ذلك المجلس وذلك لما اطلع عليه من غلبة صدق إيمانهما، وقوة يقينهما.

قال ابن تيمية رحمه الله:

” قال العلماء : صحب أبو بكر النبي – صلى الله عليه وسلم – حين أسلم إلى حين توفي لم يفارقه سفراً ولا حضراً إلا فيما أذن له – صلى الله عليه وسلم – فيه من حج وغزو وشهد معه المشاهد كلها ” ( المنهاج 8/390) .

وقال ابن سعد رحمه الله:

” قالوا : وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ودفع رسول الله رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر وكانت سوداء … وكان ممن ثبت مع رسول الله يوم أحد حين ولى الناس ” ( الطبقات 3/175) .

وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال من تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله: ‹ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة›. رواه مسلم


قال النبي – صلى الله عليه وسلم – :” إن من أمن الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته”. ( البخاري 3454) .

روى الإمام أحمد عن مسروق – من أجل تابعي الكوفة – :” حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة ” .

وقال أيضاً :”ومن السنة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كلهم أجمعين، والكف عن الذي شجر بينهم، فمن سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو واحداً منهم، فهو مبتدع رافضي، حبهم سنة والدعاء لهم قربة، والاقتداء بهم وسيلة، والأخذ بآثارهم فضيلة، وخير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضوان الله عليهم، خلفاء راشدون مهديون “. ( طبقات الحنابلة 1/30) .


قال الإمام الشافعي رحمه الله عن الصحابة رضي الله عنهم :

“هم فوقنا في كل فقه وعلم ودين وهدى، وفي كل سبب ينال به علم وهدى، ورأيهم لنا خير من رأينا لأنفسنا”.

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة