السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار

السابقون الأوَّلون من المهاجرين والأنصار لهم فضل عظيم، ومنزلة رفيعة؛ حيث كانوا أقرب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد شَهِدوا التَّنزيل وحضروه، وهم أوَّل مَنْ خوطب به من هذه الأُمَّة، وسمعوا تفسير القرآن الكريم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً، فهم أعلم الناس – بعد النبي صلى الله عليه وسلم – بمراد الله تعالى، وقد شهد لهم القرآن المجيد بالفضل العظيم؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

كل مَن اتَّبع السابقين الأوَّلين رضي الله عنهم واقتدى بهم بإحسانٍ في الاعتقادات والأقوال والأعمال يكون داخلاً معهم في رضوانِ الله تعالى، والوعدِ بالخلود في الجنات، والفوزِ العظيم.

انظر (الفواكه العِذاب في الرد على من لم يُحكِّم السنة والكتاب، (2/ 240)؛ تفسير السعدي، (1/ 350)).

أكد الله تعالى في القرآن العظيم على أنَّ الذين اتَّبعوا السابقين بإحسان يشاركونهم في الخير؛ كقوله تعالى: ﴿ وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِم ﴾ [الجمعة: 3]؛ وقوله سبحانه: ﴿والذين جَآءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغفر لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10]؛ وقوله تعالى: ﴿ والذين آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فأولئك مِنكُم ﴾ [الأنفال: 75]) (أضواء البيان، للشنقيطي (10/ 69)).

وهذا “دليل قرآني صريح في أنَّ مَنْ يسبُّهم ويُبغضهم، أنه ضالٌّ مُخالِفٌ لله جلَّ وعلا، حيث أبغَضَ مَنْ رَضِيَ اللهُ عنه، ولا شكَّ أنَّ بُغْضَ مَنْ رَضِيَ اللهُ عنه مُضادَّةٌ له جلَّ وعلا، وتمرُّدٌ وطُغيان”.

(الفواكه العِذاب في الرد على من لم يُحكِّم السنة والكتاب، (2/ 240). وانظر: أضواء البيان، (10/ 69)).

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة