مما كان يعجب النبي صلى الله عليه وسلم:
التيمُّن:
عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبُهُ التَّيمُّنُ في تنعُّله وترجُّله وطهوره، وفي شأنه كُله))؛ [متفق عليه]؛ تنعله: إذا أراد أن يلبس نعله، وفي ترجله: أي: في تسريح شعره.
الرؤيا الحسنة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعجبهُ الرؤيا الحسنة))؛ [أخرجه أحمد]، فرسول الله عليه الصلاة والسلام كانت تعجبه الرؤيا الصالحة؛ لأنها بشرى من الله؛ فعن أبي قتادة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحُلْم من الشيطان))؛ [متفق عليه].
والرؤيا الصالحة من المبشرات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة))؛ [متفق عليه].
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا رأى أحدكم الرؤيا يُحبها، فإنما هي من الله، فليحمَدِ الله عليها، وليُحدِّث بها)؛ [أخرجه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو نصح)؛ [متفق عليه].
وعن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ولا تحدث بها إلا لبيبًا أو حبيبًا)؛ [أخرجه أبو داود].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا اقترب الزمان لم تكَدْ رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا)؛ [أخرجه مسلم].
الفأل الصالح:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا عدوى ولا طِيَرة، ويعجبني الفألُ الصالح، الكلمة الحسنة)؛ [متفق عليه]؛
ورد في الصحيحين واللفظ للبخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا طيرة وخيرها الفأل. قالوا: وما الفأل يا رسول الله ؟ قال: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم.
الريحُ الطيبة:
عن عائشة رضي الله عنها: (أنها صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جبة من صوف سوداء، فلبسها، فلما عرِق وجد ريح الصوف، فخلعها، وكان يعجبهُ الريح الطَّيبةُ)؛ [أخرجه أبو داود].
وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حُبِّب إليَّ من الدنيا: النساء، والطيبُ، وجُعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة)؛ [أخرجه النسائي]
وكان يفضِّل المسك على غيره من أنواع الطيب؛ فعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسكُ أطيبُ الطِّيب)؛ [أخرجه مسلم]؛
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “المسك: مَلِكُ أنواع الطيب، وأشرفها وأطيبها، وهو الذي تُضرب به الأمثال، ويُشبَّه به غيره، ولا يُشبه غيره، وهو كثبان الجنة، يسرُّ النفس ويقويها… ومنافعه كثيرة جدًّا، وهو من أقوى المفرِّحات”.
وكان عليه الصلاة والسلام لا يرد الطيب؛ فعن أنس رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يردُّ الطِّيب))؛ [أخرجه البخاري]،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من عُرض عليه طِيبٌ فلا يرده، فإنه خفيف المحمل، طيب الرائحة)؛ [أخرجه النسائي]،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث لا تُردُّ: الوسائد، والدُّهْن، واللبنُ)؛ والدهن: يعني به الطيب؛ [أخرجه الترمذي].
قال الإمام الترمذي رحمه الله في الشمائل: “كان أنس بن مالك لا يردُّ الطيب”.
وهذا في حال المسلم والمسلمة إلا أنه على المسلمة أن تحرص عند خروجها من المنزل أن يكون طيبها مما لا يظهر أثره، ولا يُشمُّ ريحه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طِيبُ الرجل: ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء: ما ظهر لونه وخفيَ ريحه)؛ [أخرجه الترمذي]، وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أيما امرأة أصابت بخورًا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة)؛ [أخرجه مسلم].
القرع:
عن أنس رضي الله عنه قال: (رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُعجبُه القَرعُ، فلم يزَل القرعُ يُعجِبُني منذُ رأيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يُعجِبُه)؛ [متفق عليه]؛
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “القرع… من ألطف الأغذية، وأسرعها انفعالًا، ويُذكَر عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من أكْلِهِ”.
وفي مسند أحمد عن أنس رضي الله عنه، قال: (كان يحبُّ الدُّبَّاء – القرع – فأُتيَ بطعام أو دُعيَ له، فجعلتُ أتتبَّعه، فأضعه بين يديه، لِما أعلم أنه يحبه).
الشراب الحلو البارد:
عن أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبهُ الحلو البارد)؛ [أخرجه أبو بكر الشافعي في الفوائد].
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “الماء العذب نافع للمرضى والأصحاء، والبارد منه أنفع وألذُّ”.
جاء في تفسير قول الله تعالى ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾ [التكاثر: 8] أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من النعيم، أن يُقال له: ألم نُصِحَّ لك جسمك، ونرويك من الماء البارد؟)؛ [أخرجه الترمذي].
لحم الذراع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الذراع)؛ [متفق عليه]؛
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “ولحم الذراع أخفُّ اللحم، وألذُّه وألطفه وأبعده من الأذى، وأسرعه انهضامًا، وقال: كان يحب اللحم، وأحبُّه إليه الذراعُ، ومقدم الشاه، ولذلك سُمَّ فيه… ولا ريب أن أخف لحم الشاة لحم الرقبة، ولحم الذراع والعضد، وهو أخف على المعدة، وأسرع انهضامًا، وفي هذا مراعاة الأغذية التي تجمع ثلاثة أوصاف:
أحدها: كثرة نفعها، وتأثيرها في القُوى.
الثاني: خفتها على المعدة.
الثالث: سرعة هضمها، وهذا أفضل ما يكون من الغذاء، والتغذي باليسير من هذا أنفع من الكثير من غيره.
الثُّفلُ:
عن أنس رضي الله عنه، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الثُّفل)؛ [أخرجه الترمذي في الشمائل].
قال الإمام ابن الأثير الجزري رحمه الله: “الثفل، قيل: هو الثريد”.قال الإمام الترمذي رحمه الله: قال عبدالله (يعني: شيخه): يعني: ما بقي من الطعام.
الحلواء والعسل:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الحلواء والعسل)؛ [متفق عليه]؛
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “وكان يحب الحلواء والعسل، وهذه الثلاثة – أعني: اللحم والعسل والحلواء – من أفضل الأغذية، وأنفعها للبدن والكبد والأعضاء، وللاغتذاء بها نفع عظيم في حفظ الصحة والقوة، ولا ينفر منها إلا من به علة وآفة”.
والعسل فيه الشفاء؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 68، 69]؛
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: “وقوله: ﴿ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ﴾ [النحل: 69]؛ أي: في العسل شفاء للناس؛ أي: من أدواء تعرَضُ لهم، قال بعض من تكلم على الطب النبوي: لو قال فيه الشفاء للناس، لكان دواء لكل داء، ولكن قال: فيه شفاء للناس؛ أي: يصلح لكل أحد من أدواء باردة، فإنه حارٌّ والشيء يُداوَى بضده”.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “العسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق والأمعاء وغيرها، محلل للرطوبات أكلًا وطلًا، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم، ومن كان مزاجه باردًا رطبًا، وهو مغذٍّ ملين للطبيعة… منقًّ للكبد والصدر، مُدرٍّ للبول… وهو غذاء مع الأغذية، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة، وحلو مع الحلوى، وطلاء مع الأطلية، ومفرح مع المفرحات، فما خُلق لنا لنا شيء في معناه أفضل منه، ولا مثله، ولا قريبًا منه، قال الزهري: عليك بالعسل، فإنه جيد للحفظ، وأجوده أصفاه وأبيضه، وألينه حِدة، وأصدقه حلاوة، وما يؤخذ من الجبال والشجر له فضل على ما يُؤخذ من الخلايا، وهو بحسب مرعى نحله”.
وقال رحمه الله: “لم يصف الله في كتابه بالشفاء إلا في القرآن والعسل، فهما الشفاءان، هذا شفاء القلوب من أمراض غيِّها وضلالها وأدواء شبهاتها وشهواتها، وهذا شفاء للأبدان من كثيرٍ من أسقامها وأخلاطها وآفاتها.
لقاء العدو عند زوال الشمس:
عن أبي أوفى رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه أن يلقى العدو عند زوال الشمس)؛ [أخرجه الطبراني].
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله: “كان يستحب القتال أول النهار… فإن لم يقاتل أول النهار، أخَّر القتال حتى تزول الشمس، وتهُبَّ الرياح وينزل النصر”.
إمساك العراجين باليد:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُعجبهُ العراجين أن يمسكها بيده)؛ [أخرجه الإمام أحمد].
اللهم أعنَّا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.
اللهم اجعلنا من خيرة من اقتدى بنبيك صلى الله عليه وسلم.