والمرء يصلحه الجليس الصالح

«أدرك لبيد الإسلام، وقدم على رسول الله ﷺ في وفد بني كلاب، فأسلموا ورجعوا إلى بلادهم. ثم قدم لبيد الكوفة وبنوه، فرجع بنوه إلى البادية (بعد ذلك)، فأقام لبيد إلى أن مات بها، فدفن في صحراء بني جعفر بن كلاب. ويقال إن وفاته كانت في أول خلافة معاوية، وأنه مات وهو ابن مائة وسبع وخمسين سنة. ولم يقل في الإسلام إلا بيتًا واحدًا، واختلف في البيت.
قال أبو اليقظان هو:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي
حتّى كساني من الإسلام سربالا.
وقال غيره: بل هو قوله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح.

حدثنا ابن الأنباري، قال: حدثنا أبي قال: حدثنا أحمد بن عبيد، عن المدائني، قال: قيل للبيد بعدما أسلم: ما لك لا تقول الشعر؟ فقال: إن «في البقرة، وآل عمران شغلا عن الشعر، إلا أني قد قلت بيتا واحدا:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه
والمرء يصلحه الجليس الصالح».

الشعر والشعراء ١/‏٢٦٧، ابن قتيبة (ت ٢٧٦).
الإبانة الكبرى ٢/‏٤٧٨، ابن بطة (ت ٣٨٧).

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة