وَرَدَ في حَياء عُثمَان – رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ – وَرأفتهُ وَرحمتهُ أنه مَا كانَ يوقظ الخَدم ليناوِلوه المَاء للوضوء، فَعن بعضِ أهلهِ أنها قالَت لهُ :
« يَا أميرَ المُؤمنين؛ لو أيقظتَ بَعضَ الخَدمِ فيناوِلوكَ وَضوءكَ!»
فَقال :
« لا، اللَّيلُ لَهُم، يستريحونَ فيهِ.»
وَعَن عَلي بِنْ أبي طَالِب – رضيَّ اللَّهُ عنهُ – قَال :
«كانَ عُثمَان أتقَانَا للرَبِّ وَأوصَلُنَا للرَّحم.»
وَلَقد شملَت رَحمَتهُ حَتَّى تلكَ الشرذمة التي خَرجت عَليهِ، فَلم يُقاتلهم وَلَم ينكِّل بِهم وَلَم يأذن لأحدٍ أن يسفكَ قطرةً مِن دمائِهم،
وَكانَ شديدَ الخشية للّٰـه، فَعَن عَبد اللّٰـه بِن الرومي قَال : بَلَغَنِي أنَّ عُثمَان قَال :
« لَو أنِّـي بينَ الجَنَّـة وَالنَّار وَلا أدري إلى أيَّتهما يؤمَرُ بي، لَاخترتُ أن أكونَ رَمَاداً قَبلَ أن أعلَم إلى أيَّتهما أصيرُ.»
وكانَ – رَضيَّ اللّٰـهُ عَنهُ – شَديدَ الحُب لِرَسولِ اللّٰـه ﷺ، فعندَ الحُديبية عرضَ عَليهِ كبار قُرَيش أن يَطوفَ بالبَيت، فَقال :
« مَا كُنتُ لأفعَل حَتَّى يطوفَ رَسول اللّٰـه ﷺ.»