قادة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرسة عقدية وخلقية وسياسة وعسكرية!

معرفة سير وبطولات قادة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرسة عقدية وخلقية وسياسة وعسكرية!

كثيرا ما يذكر موقف عصيان الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتركهم مواقعهم في معركة أحد، ولكن قليلا ما يذكر موقف عظيم مهيب لأميرهم، الصحابي الجليل، عبد الله بن جبير، رضي الله عنه.

فقد رفض أميرهم أن يتزحزح من مكان أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالمكوث فيه، ولما تفلت الجند من حوله، ذكرهم بواجب طاعة الله وطاعة رسوله، لكنهم رغم ذلك انطلقوا، فلم يبق من الرماة مع عبد الله ابن جبير إلا في ما يبلغون العشرة، فيهم الحارث بن أنس بن رافع من بني عبد الأشهل الأوس يقول رضي الله عنه:

“أيا قوم! اذكروا عهد نبيكم إليكم، وأطيعوا أمير كم”،

فأبوا، وذهبوا إلى عسكر المشركين ينتهبون، وخلوا الجبل!

كما جاء في السير.

لا يمكن وصف موقف عبد الله بن جبير وقد عصاه جنده وانفضوا من حوله بينما هو يواجه مع الثلة القليلة جيش قريش بقيادة خالد بن الوليد قبل إسلامه.

ومع ذلك صمد القائد الفذّ، وكل قادة رسول الله مدرسة في البراعة القيادية.

ورامي عبدالله بن جبير حتى فنيت نباله، ثم طاعن بالرمح حتى انكسر، ثم کسر جفن سيفه، فقاتلهم حتى قتل، وكان الذي قتله يومها عكرمة بن أبي جهل!

واستشهد القائد الأبي، في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!

رحل شهيدا وليس له عقب ودون أن يترك درهما ولا دينارا، ولا دارا ولا عقارة، ولا ولدا من ذكر أو أنثى، ولكنه ربح “وما عند الله خير وأبقى”.

وكان رضي الله عنه ممن شهد غزوة بدر الكبري وهو الذي أسر يومئذ أبا العاص بن الربيع رضي الله عنه قبل أن يسلم، وهو زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم.

جريمة كبرى أن يكبر الجيل بدون أن يعرف هذه البطولات وهذه النماذج السامقة من الثبات.

لا قيمة لشيء في هذه الحياة بكل ما فيها، ولا طعم لهذه الدنيا بكل زخرفها، إلا في طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم!

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة