حَدثَ في مِثل هَذا اليَوم السابع عَشر مِن رَمضَان توفيَّتْ عائشة بنت أبي بَكرٍ الصِّدِّيق أم المُؤمنين وحبيبة وزوجة رَسولِ اللّٰـهِ ﷺ، فَبعدَ موقعة الجمل، عادَت عَائِشَة – رَضيَّ اللّٰـهُ عَنها – فلزمت بيتهَا حتى حضرتها الوَفاة في لَيلة الثلاثاء ١٧ رمضان عام ٥٧ هـ ، وقِيلَ ٥٩ هـ، وصلَّىٰ عليهَا أبو هُريرة بَعدَ صلاةِ الوتر، ونزلَ في قبرها عبد اللّٰـه وعروة إبنا الزُبير بِن العوام مِن أختها أسمَاء بنت أبي بَكر، والقَاسِم وعبد اللّٰـه ابني مُحمَّد بِن أبي بَكر، وَدُفنَت في البقيع، رَحمها اللّٰـه وَرَضيَّ عَنها وَأرضاهَا.
وفي مِثل هذا اليَوم السابع عَشر مِن رَمضَان عام ٤٠ هـ خَرجَ إبن الملجم لاغتيال الخَليفَة الراشدي عَلي بِنْ أبي طَالِب – رضيَّ اللَّهُ عنهُ – فلقيهُ في الطريق “شُبيب بِن بجرة” فَقالَ لهُ :
« ثكلتكَ أمكَ، لَقد جئتَ شَيئاً إدَّاً، كَيفَ تَقدرُ عَلىٰ عليّ؟»
فَقال إبن الملجم :
« أكمنُ لَهُ في المَسجد، فإذَا خَرجَ إلىٰ لِصلاةِ الغداة شددنَا عليهِ فَقتلناهُ، فإن نَجونا شفينَا أنفسنا وَأدركنا ثَأرنا، وإن قُتلنا فَما عِندَ اللّٰـه خَيرٌ مِنَ الدنيا وَما فيهَا.»
فَلما حضرتْ الصَلاة وَخرجَ عليَّ ضَربهُ شبيب بالسَيف علىٰ رأسهِ، فَوقعَ سيفهُ، ثُمَّ ضربه إبن الملجم في قرنة السيف، فَفرَّ شبيب هارباً وأمسكَ المُسلمون بإبن الملجم، فقامَ عليٌّ
فَقال : « عَليَّ بالرَجُل»
فأُدخلَ إبن الملجم عَليهِ، فقالَ لهُ علي :
« أي عَدوَّ اللّٰـه، ألمْ أُحسِن إليكَ؟»
قَالَ : « بلىٰ.»
قالَ : « فَما حَملكَ علىٰ هَذا؟»
قال : « شَحذتهُ أربعينَ صَباحَاً وَسألتُ اللّٰـه أن يقتل بهِ شَر خَلقهِ.»
فقالَ عليّ :
« لا أراكَ إلاَّ مقتولاً بهِ، وَلا أراكَ إلاَّ شر خلقهِ.»
الزمان 17 رمضان السنة 2 من الهجرة المكان بالقرب من (بئر بدر) بين مكة والمدينة
نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فوجد عددهم 1000 شخص وإذ بأصحابه 300 يحملون سيوفاً ملفوفة بالخرق
فاستقبل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) القبلة ثم رفع يديه الى السماء وجعل يهتف بربه ( اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آتني ما وعدتني اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في هذه الأرض )
فما زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه من منكبيه فأتاه أبو بكر رضى الله عنه فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه فقال يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك إنه سينجز لك ما وعدك
فأنزل الله تبارك وتعالى ” إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ “
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبشر يا أبا بكر
فقال أبو بكر : مثلك من يبشر بالخير
فقال النبي : أتاك نصر الله ، هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه الغبار يتقدم الملائكة
فانعقد الغبار فوق رؤوس المقاتلين، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم ينظم صفوف المسلمين، ويحرضهم على القتال، ويعدهم بالخلود في جنات النعيم، قائلاً : «والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل، فيُقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مُدْبر، إلا أدخله الله الجنة».
فهتف في أصحابه : «قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض»،
فإذا بعمير بن الحمام الأنصاري يقول : يا رسول الله! جنة عرضها السماوات والأرض؟ قال: «نعم»
قال عمير : بخٍ بخٍ
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يحملك على قولك: بخٍ بخٍ؟»
فقال: لا والله يا رسول الله إلا رجاءة أن أكون من أهلها،
قال صلى الله عليه وسلم : «فإنك من أهلها»،
فأخرج عمير تمرات من قرنه (جعبة السهام) فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة،
«فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قُتِل»
فكانت غزوة بدر.