في فصاحَـة النَبيِّ ﷺ

يقولُ الرَّافِعيّ :

« وَمِن كَمالِ تلكَ النَّفس العَظيمَة وَغَلبَةِ فكرهِ ﷺ عَلىٰ لسانِه قَلَّ كلامهُ وَخرجَ قاصِداً في ألفاظهِ، مُحيطاً بمعانِيهِ، تَحسبُ النَّفسَ قَد اجتَمَعت في الجُملة القَصيرَة وَالكلمات المَعدودَة بكلِّ مَعانيهَا، فَلا ترى من الكلمات ألفاظاً ولكن حركات نفسية في الألفاظ، ولِهذا كَثُرت الألفاظ التي انفردَ بها ﷺ دونَ العَـرَبْ، وَكثرت جَوامع كلمهِ، وخلصَ أسلوبه فَلَم يقصر عَلىٰ شيء وَلَم يبلغ في شَيء، وَاتَسقَ لهُ هذا الأمر عَلىٰ كمالِ الفَصاحَة وَالبلاغَة، مَا لو أرادَ مُريد لَعجزَ عنهُ.»

تاريخ العرب

وقال ابن القيم:

“كان ﷺ أفصحَ خلق الله، وأعذبَهم كلامًا، وأسرعَهم أداءً، وأحلاهم منطقًا، حتى إن كلامه ليأَخذُ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح، ويشهد له بذلك أعداؤه.

وكان طويلَ السكوت لا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلامَ ويختتمه بأشداقه، ويتكلمُ بجوامع الكلام، فَصْلٌ لا فضول ولا تقصير، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كَرِه الشيءَ عُرِف في وجهه، ولم يكن فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخّابًا .

وكان جُلُّ ضحكه بل كله التبسُّم، فكان نهايةُ ضحكه أن تبدو نواجذه”.

ابن القيّم | زاد المعاد

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة