عَن أبي وائِل شقيق بِن سَلمَة قالَ : كَتبَ أبو مُوسىٰ الأشعريّ إلى عُمَر بِنْ الخطَاب – رضيَّ اللَّهُ عنهُ – أن قِبلنا ههنا أقوامٌ يتكلَّمونَ في القدر، فكتبَ إليهِ عُمَر :
« مِن عَبد الله عُمَر بِنْ الخطَاب إلى عَبد اللّٰـه بِن قَيس الأشعريّ، أما بَعد، فإنَّ اللّٰـه تبارك وَتعالى أبرمَ أمرهِ وأنفذَ حكمه وَقدَّرَ مشيئته وأخذَ بالحجَّة فيما أمرهم بهِ مِن طَاعَتهَ ونهاهم عَنهِ مَن مَعصيتهِ،
فإذا أحبَّ اللّٰـه عَبداً نَصرهُ، وإذا أبغَضهُ خذلهُ،
فإذا وَصلَ كتابِي إليكَ فادعهم وأوعز إليهم وانههم عَن المُعاوَدَة بالخوض في أمر قَد أحكَمهُ اللّٰـه ﷻ وفرغَ منهُ،
واعلَم أن أول مَا خلقَ اللّٰـه القَلَم، فقالَ لهُ : اجرِ، فَجرى القلمُ بما كانَ وَبما هوَ كائِن إلى يوم القيامَة،
فانههم عَن الخَوض فيمَا كانوا يخوضونَ فيهِ مِن أمرٍ قَد فرغَ اللّٰـه ﷻ منهُ،
وَمُرهم بالاشتغالِ بتلاوَة كِتاب اللّٰـه ﷻ فإن اللّٰـه يكتبُ لِمَن تلى القرآن بكلِّ حرفٍ عشرَ حسنات.»
-تاريخ العرب.