ففي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لأبي طلحة: «التمس غلاما من غلمانكم يخدمني حتى أخرج إلى خيبر» فخرج بي أبو طلحة مردفي، وأنا غلام راهقت الحلم، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرا يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال».
فهذه ثمانية أمراض يصاب بها القلب، ويعتل بها، وقد تمرضه وقد تنهي حيويته، وتقطع صلته، وهذا ما يجعل الأمر في غاية الخطورة، ويجدر بالعبد البحث عن أسبابها، ووسائل دفعها.
وابن القيم رحمه الله يرى أن هذه الأشياء الثمانية عقوبات للمعاصي التي يرتكبها العبد، ومن لا يتأمل سنن الله في العقوبات والمصائب قد لا ينتبه إلى ذلك، فهو يدرك همومه وأحزانه، وعجزه وكسله، وبقية تلك العلل، ولكنه يفسرها تفسيرات ظاهرة، ويقطعها عن أسبابها ومقدماتها.