لما كان يومُ بدر، استقبل نبيُّ الله ﷺ القبلة، ثم مدَّ يديه، فجعل يهتفُ بربه:
{اللَّهمَّ إنَّكَ إن تُهلِك هَذِهِ العُصبَةَ مِن أَهلِ الإِسلَامِ، لَا تُعبَد فِي الأَرضِ}
ما سمعنا مناشدًا ينشُد ضَالَّة، أشدَّ مُنَاشَدَة من مُحَمَّد لِرَبِّه يوم بَدر: {اللَّهُمَّ إِنِّي أَنشُدك مَا وَعَدَّتنِي}
فما زال يَهتِفُ بِرَبِّهِ، مادًّا يديه مستقبلَ القبلة، حتى سقط رِدَاؤُهُ عَن مَنكِبَيه، فأتاه أبو بكر، فأخذ رداؤه، فألقاه على مَنكِبَيه، ثم التَزمَهُ من وَرَائِه،
وقال: “يَا نَبِيَّ اللهِ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ، فَإِنَّ اللهَ مُنجِّزٌ لَكَ مَا وَعَدَكَ.”
فأنزل الله عَزَّ وَجَلَّ:
”إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُم فَاسْتَجَابَ لَكُم أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلفٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُردِفِينَ”
[الأنفال: 9]
رواه مسلم