والصلاة من الله على عبادِه هي ثناؤه عليهم في الملأ الأعلى
وقيل: هي رحمته إيَّاهم، وأنَّه يرحمهم رحمة بعد رحمة حتى تَبلُغَ رحمته ذلك العدد.
وقيل: المراد بصلاته عليهم: إقبالُه عليهم بعطفه وإخراجهم من ظلمة إلى رِفعةٍ ونُورٍ، كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ منَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
ويكونُ هذا من بابِ قول الله عز وجل في الحديثِ القدسي الذي أخرجه البخاري، أنَّ الله تعالى قال: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني؛ فإنْ ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكَرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منه»
فتكونُ بذلك صلاة المسلم على النبي صلَّى الله عليه وسلم أفضل من دعائه لنفسه؛ لأن الله سبحانه هو الذي سيصلي على عبده ويرحمه.
-الدرر السنية