استدل علماء السيرة على حب الرسول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبى وقاص رضي الله عنه وعلى مدى كفاءته في الرماية والقتال وبسالته في الجهاد حيث قالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجمع أبويه لأحد غير سعد .. وأما طلحة بن عبيد الله فقد روى الإمام البخاري يرحمه الله عن قيس بن أبي حازم قال : رأيت يد طلحة شلاَّء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وذلك يدل على حب طلحة رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وروى الترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه يومئذ : من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله .. ويدل ذلك على مكانة طلحة رضي الله عنه وحب النبي صلى الله عليه وسلم له رضي الله عنه وقد أنشد أبو بكر في طلحة رضي الله عنهما:
يا طلحة بن عبيد الله قد وجبت
لك الجنان وبوِّئت المها العينا
ويروي أبو داود الطيالسي عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان أبو بكر إذا ذُكر يوم أحد قال: ذلك يوم كله لطلحة ..
شهيد يمشى على الأرض !! هنيئاً لك هذه المنزلة والمكانة والرفعة والشهادة يا طلحة .. وماذا تركت لغيرك يا طلحة ؟ وماذا ابقيت لهم؟ وصدق الحبيب عليه الصلاة والسلام: وجبت لك الجنة .. هذا وأنت في الحياة .. وعلى الأرض .. وما عند الله عز وجل أكثر وأبقى ..