عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: سمعت النبي ﷺ يقول:”نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع، فرب مبلغ أوعى من سامع”.
قال الخطابي رحمه الله (388هـ):”(نضر) معناه الدعاء له بالنضارة،وهي النعمة،والبهجة،يقال بتخفيف الضاد وتثقيلها، وأجودهما التخفيف” .
وفي فيض القدير :”النضارة حسن الوجه والبريق؛ أي: إن النور يعلو وجوههم، ورواية التشديد أكثر من التخفيف.
وقد جاء في الموسوعة الحديثية:
لقد حثَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على تبليغِ دَعوةِ الحقِّ إلى النَّاسِ، ونَقْلِ سُنَّتِه؛ حتَّى يَنتَشِرَ الدِّينُ. … وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رَضِي اللهُ عنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: “نَضَّر اللهُ”، مِن النَّضارَةِ، وهو الحُسْنُ والرَّونَقُ، وهذا دُعاءٌ أن يُحسِّنَ اللهُ خَلْقَه ويَرفَعَ قدْرَه، “امْرَأً”: أي: شخصًا أيًّا كان مِن الصَّحابةِ الكِرامِ ومَن سَمِع مِنهم، “سَمِع مِنَّا حديثًا”، أي: كلامًا قوليًّا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أو فِعلًا أو تَقريرًا له، وفي روايةٍ: “فحَفِظَه”، أي: فاستَوعَبه بعَقلِه وقَلبِه، وبَقي حافِظًا له، “فبَلَّغه”، أي: نقَلَه إلى غيرِه كما سَمِعه، “فرُبَّ مُبلَّغٍ أحفَظُ مِن سامعٍ”، وفي روايةٍ: “فرُبَّ حامِلِ فِقهٍ ليس بفَقيهٍ، ورُبَّ حامِلِ فقهٍ إلى مَن هو أفقَهُ مِنه”، و (رُبَّ) تُستعمَلُ للتَّقليلِ والتَّكثيرِ، والمعنى: فقليلًا أو كَثيرًا ما يكونُ الرَّاوي السَّامعُ ليس عالِمًا ولا فقيهًا، ولكنَّه يَحفَظُ السُّنَّةَ ويَنقُلُها إلى غيرِه ممَّن فيهم العُلماءُ والفقهاءُ الَّذين يَستنبِطون الأحكامَ، أو للَّذي يَقدِرُ على الفَهْمِ والاستنباطِ. … وفي الحديثِ: الحثُّ على حِفظِ السُّنَّةِ النَّبويَّةِ وتَبليغِها للنَّاسِ. … وفيه: بيانُ فضلِ العُلماءِ، وفضل حمْل العِلمِ وحِفظِه وتَبليغِه.