عشر ذي الحجة

قال تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ ﴾ [الحج: 28]، قال ابنُ عبَّاسٍ: “أيامُ العَشْرِ”.

وكان الناس بما فيهم الصحابة الكرام يكثرون التكبير في هذه الأيام بألسنتهم وقلوبهم، وينوّعون ما بين الأذكار آناء الليل وأطراف النهار في الأماكن العامة والخاصة وبأصوات مرتفعة.

وعن ثابت البناني قال: كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر”.[أخبار مكة للفاكهي 3 / 10]

وعن ميمون بن مهران، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها[فتح الباري شرح صحيح البخاري 9/9]

وسمع مجاهد رجلا كبّر أيام العشر فقال مجاهد: أفلا رفع صوته؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح وإنما أصلها من رجل. مصنف ابن أبي شيبة 3 /250

قال ابن تيمية رحمه الله:”أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة” (الفتاوى 25/ 287)

قال ابن القيم معقبا على فتوى شيخه: واذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من أيام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة، ويوم النحر ويوم التروية وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الإحياء التي كان رسول الله يحييها كلها، وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة. اهـ

نهار عشر ذي الحجة يفضل نهار جميع أيام السنة حتى إنه يفضل نهار العشر الأواخر من رمضان، أما ليل عشر ذي الحجة فيفضل ليل جميع أيام السنة ما عدا ليل العشر الأواخر من رمضان، والله تعالى أعلم.

(ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ الله فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ) [الحج:32] .

قال ابن رجب رحمه الله: وأما استحباب الإكثار من الذّكر فيها؛ فقد دلَّ عليه قول الله عزّوجل: {ويذكروا الله في أيامٍ معلومات} فإنَّ الأيام المعلومات هي أيام العشر عند جمهور العلماء.

وفي مسند الإمام أحمد عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد). [لطائف المعارف (ص/461) لابن رجب]

وقال ابن القيم رحمه الله: “كان صلى الله عليه وسلم يكثر الدعاء في عشر ذي الحجة, ويأمرُ فيه بالإكثار من التهليل والتكبير والتحميد”.

وقال الإمام البخاري رحمه الله: “كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران, ويكبر الناس بتكبيرهما”.

لقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُكبر في قُبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيُكبرون ويُكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى بالتكبير ، وكان ابن عمر رضي الله عنه يُكبر بمنى أيام الحج وخلف الصلوات وعلى فراشه وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه.


التكبير

كان عبدالله بن مسعود ( رضي الله عنه )

يكبر فيقول :

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ،
وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

[ مصنف ابن أبي شيبة 5697 ]

كان ترجمان القرآن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يكبر :

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا
اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ
اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ

( مصنف ابن أبي شيبة )

كان سلمان الفارسي رضي الله عنه يكبر في العيد :

اللَّه أكبر اللهم ربنا لك الحمد
أنت أعلى وأجلُّ أنْ تتخذَ صاحبة أو ولدًا
أو يكون لك شريك في الملك
ولم يكن لك وليٌّ من الذُّل
وكبرهُ تكبيرًا
اللَّهُ أكبر كبيرا اللَّهُ أكبر تكبيرًا
اللهم اغفر لنا اللهم ارحمنا

(الزهد لابن المبارك 943 )

عرفة

وعن عبد الله بن الحارث: أن ابن عمر كان يرفع صوته عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم اهدنا بالهدى، وزينا بالتقى، واغفر لنا في الآخرة والأولى”. (شرح العمدة)

روى الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.

في الموطأ عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له.

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة