ذِكْرُ حال الصحابة معه وبعده صلى الله عليه وسلم

وأما أصحابه فقد كان منهم معه صلى الله عليه وسلم الغني والفقير، والكثير الحال. والقليل الحال، الثقيل الحاذ (المال والعيال)، الخفيف الحاذ، وهو حي بين أظهرهم، يُقرر كل واحد منهم على حاله، ويُسَوِّغُ له طريقته، وقد عاينوا سيرته وحاجته، وجُوعَه وفَقْرَه.
فأما ما قَرَّرَ فبين به الجائز، وأما ما كان عليه ودَعَا من التقلل من الدنيا والزهد فيها إليه فبيَّن به الأفضل؛ لأن الخلق لا يصلح لهم أن يكونوا ذلك على سواء، ولو كان جميعهم فقيرًا أو كلهم غنيًّا أو جُمْلَتُهم أخيارًا أو فَجَرَةٌ لمَّا صحَ المُلك ولا استقام الأمر، فسُبْحَانَ المدبر لذلك، والعالم بما فيه من سديد المسالك، وسيأتي تفصيل ذلك في موضعه إن شاء الله.
وقد رويت في أحوالهم أحاديث كثيرةٌ، لُبابُها من الصحيح: أن عائشة قالت: ما شَبعَ الُ مُحَمَّدٍ من خُبْزِ الشعير يومين متتابعين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

“سراج المريدين” الجزء الأول، صفحة 41.

قال حذيفة رضي الله عنه:

“أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة، وربَّ مصلٍّ لا خير فيه ويوشك أن تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيهم خاشعا”.

(المدارج1ص521)

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة