العمل حين يكون في سبيل الله جل جلاله

روي في السير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: كنت أفتقد أبا بكر أيام خلافته ما بين فترة وأخرى، فلحقته يومًا فإذا هو بظاهر المدينة ـ خارجها ـ قد خرج متسللاً، فأدركته وقد دخل بيتًا حقيرًا في ضواحي المدينة، فمكثت هناك مدة، ثم خرج وعاد إلى المدينة، فقلت: لأدخلن هذا البيت، فدخلت فإذا امرأة عجوز عمياء وحولها صبية صغار، فقلت: يرحمك الله يا أمة الله من هذا الرجل الذي خرج منكم الآن؟ قالت: إنه ليتردّد علينا، ووالله إني لا أعرفه، فقلت: فما يفعل؟ فقالت: إنه يأتي إلينا فيكنس دارنا، ويطبخ عشاءنا، وينظف قدورنا، ويجلب لنا الماء، ثم يذهب، فبكى عمر حينذاك وقال: الله أكبر، والله لقد أتعبتَ من بعدك يا أبا بكر.

عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ:

(من أنفَقَ زَوجينِ مِن شَيءٍ مِنَ الأشياءِ في سَبيلِ الله دُعِيَ من أبوابِ الجَنَّةِ: يا عَبدَ اللهِ، هَذا خَيرٌ، فمَن كانَ من أهلِ الصَّلاةِ دُعِيَ من بابِ الصَّلاةِ، ومَن كانَ من أهلِ الجِهادِ دُعِيَ من بابِ الجِهادِ، ومَن كانَ من أهلِ الصَّدَقةِ دُعِيَ من بابِ الصَّدَقةِ، ومَن كانَ من أهلِ الصِّيامِ دُعِيَ من بابِ الصِّيامِ وبابِ الرَّيَّانِ. فقال أبو بَكْرٍ: ما عَلى هَذا الَّذي يُدعَى من تِلكَ الأبوابِ من ضَرورةٍ! وقال: هَل يُدعى مِنها كُلِّها أحَدٌ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قال: نَعَم، وأرجو أن تَكونُ مِنهم يا أبا بَكرٍ ).

رواه البخاري (3666) واللَّفظُ له، ومسلم (1027).

وأخرج البخاري عن قتادة :” ما نعلم حيا من أحياء العرب، أكثر شهيدا، أعز يوم القيامة من الأنصار قال قتادة: وحدثنا أنس بن مالك: أنه قتل منهم يوم أحد سبعون، ويوم بئر معونة سبعون، ويوم اليمامة سبعون. وقال: وكان بئر معونة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوم اليمامة على عهد أبي بكر، يوم مسيلمة الكذاب ” .

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة