أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كان أشجع الناس بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم.
وهذا يعرفه من يعرف سيرهم الصحابة وأخبارهم فإن أبا بكر باشر الأهوال التي كان يباشرها رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من أول الإسلام إلى آخره ولم يجبن ولم يحرج ولم يفشل .
وكان يُقْدِم في المخاوف يقي النبي – صلى الله عليه وسلم – بنفسه يجاهد المشركين تارة بيده وتارة بلسانه وتارة بماله وهو في ذلك كله مقدم .
كان يوم بدر في العريش مع النبي مع علمه بأن العدو يقصدون مكان النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو ثابت القلب رابط الجأش يعاونه ويذب عنه ويخبره بأنا واثقون بنصر الله تعالى.
والمسلمون كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، كانت لهم هزيمتان يوم أحد ويوم حنين، والثابت في السير والمغازي أن أبا بكر وعمر ثبتا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – يوم أحد ويوم حنين ولم ينهزما مع من انهزم .
ولما مات النبي ونزلت بالمسلمين أعظم نازلة بهم حتى أوهنت العقول فمن الصحابة من أنكر موته ومنهم من أقعد ومنهم من دهش فلا يعرف من يمر وعليه ومن يسلم عليه وأكثر الأعراب قد ارتدوا عن الدين فقام الصديق رضي الله عنه بقلب ثابت وفؤاد شجاع وجمع الله له بين الصبر واليقين .
ومن شجاعته مدافعته للنبي لما خنقه عقبة بن أبي معيط وهو ثابت في البخاري وذلك لما سئل عبد الله بن عمرو بن العاص عن أشد ما لاقاه النبي – صلى الله عليه وسلم – :” قال: رأيت عقبة بن أبي معيط، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه فخنقه به خنقا شديدا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، وقد جاءكم بالبينات من ربكم ” .
وكان يجاهد الكفار تارة بلسانه وتارة بقلبه وتارة بماله وهو في ذلك مقدم على جميع الصحابة .
من سار على طريق الرسول ﷺ ومنهاجه وإن اقتصد فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد.
مَنْ لِي بِمِثْلِ سَيْرِكَ الْمُدَلَّلِ
تَمْشِي رُوَيْدًا وَتَجِي فِي الْأَوَّلِ[لطائف المعارف (ص/255) لابن رجب]