أم المؤمنين خديجة ـ رضي الله عنها ـ أول من آمن بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من النساء، بل أول من آمن به على الإطلاق، فكانت أول من استمع إلى الوحي الإلهي من فم النبي الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وقد أجمع المسلمون على أن خديجة بنت خويلد ـ رضي الله عنها ـ هي أول الناس إسلاماً من هذه الأمة، فلم يسبقها إلى الإسلام أحد، فمنذ أن أُوِحَيَ إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: ( حتى خشيت على نفسي )، لم تتردّد لحظةً في تصديقه وقبول دعوته، لتكون أول من آمن به، وقالت مطمئنة له: ( لا، والله لن يخزيك الله أبداً، إنك لتحمل الكل، وتعين على نوائب الحق ) .
قال الزهري: ” فكانت خديجة أول من آمن بالله، وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ” .
وقال ابن إسحاق: ” كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدق ما جاء به ” .
وقال ابن الأثير: ” خديجة أول خلق اللَّه أسلم بإجماع المسلمين، لم يتقدمها رجل ولا امرأة ” .
وقال الذهبي: ” هي أول من آمن به وصدقه قبل كل أحد “.
ومن فضائل خديجة ـ رضي الله عنها ـ ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنها من خير نساء هذه الأمة، فقد روى البخاري عن عليّ ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ( خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة )، وعند مسلم: ( خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ) .
قال أبو كريب: ” وأشار وكيع إلى السماء والأرض “.
ومن مناقبها ـ رضي الله عنها ـ أنها أفضل نساء الجنة، فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ) رواه أحمد.
قال الرافعي:أما خديجة زوج النبي ﷺ فكانت في هذه المحنة قلبًا مع قلبه العظيم، وكانت لنفسه كقوله “نعم” للكلمة الصادقة التي يقول لها كل الناس “لا”.
وما زالت المرأة الكاملة المحبوبة هي التي تعطي الرجل ما نقص من معاني الحياة، وتلد له المسرّات من عواطفها كما تلد من أحشائها.
(وحي القلم)
وقال الرافعي:
بدأ الإسلامُ في رجلٍ “النبي” وامرأة “خديجة” وغلام “علي” .. ثم زاد حرًّا “أبا بكر” وعبدًا..”بلال”.
أليست هذه الخمس هي كل أطوار البشرية في وجودها .. مخلوقة في الإنسانية والطبيعة ومصنوعة في السياسة والاجتماع ؟!
فها هنا مطلع القصيدة وأول الرمز في شعر التاريخ.
(وحي الهجرة للرافعي)