١ـ قَولُ النّبي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: «غَارَتْ أُمُّكُمْ»: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى اللهِ عليه وسلم عِندَ بَعْضِ نِسَائِهِ، فَأَرْسَلَتْ إِحْدَى أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ بِصَحْفَةٍ فِيهَا طَعَامُ، فَضَرَبَتِ الَّتِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِهَا يَدَ الخَادِم، فَسَقَطَتِ الصَّحْفَةُ فَانْفَلَقَتْ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَقَ الصَّحَفَةِ، ثُمَّ جَعَلَ يَجْمَعُ فِيهَا الطَّعَامَ الَّذِي كَانَ فِي الصَّحْفَةِ وَيَقُولُ: «غَارَتْ أُمُّكُمْ»، ثُمَّ حَبَسَ الخَادِمَ حَتَّى أُتِيَ بِصَحْفَةٍ مِنْ عِندِ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا، فَدَفَعَ الصَّحْفَةَ الصَّحِيحَةَ إِلَى الَّتِي كُسِرَتْ صَحْفَتُهَا، وَأَمْسَكَ المَكْسُورَةَ فِي بَيْتِ الَّتِي كَسَرَت. وَعَن أبي الْمُتَوَكَّلِ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، أَنَّهَا – يعني – أَتَتْ بِطَعَامِ في صَحْفَةٍ لَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ اللهِ وَأَصْحَابِهِ، فَجَاءَتْ عَائِشَةُ مُتَّزِرَةٌ بِكِسَاءٍ، وَمَعَهَا فِهْرُ د، فَفَلَقَتْ بِهِ الصَّحْفَةَ، فَجَمَعَ النَّبِيُّ اللهِ بَيْنَ فِلقَتْي الصَّحْفَةِ، ويَقُولُ: «كُلُوا، غَارَتْ أُمُكُمْ» مَرَّتَيْن، ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَحَفَةَ عَائِشَةَ رضي الله عنها. فَبَعَثَ بِهَا إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَعْطَى صَحْفَةَ أُمِّ سَلَمَةَ عَائِشَةَ.
٢- قَولُ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِي رضي الله عنه: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ: عَنْ أَبِي بُردَةَ، عَن أَبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي اللهِ عنه قَالَ: اخْتَلَفَ فِي ذَلِكَ رَهْطٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّونَ: لَا يَجِبُ الْغُسْلُ إِلَّا مِنَ الدَّفْقِ – أَوْ: مِنَ الْمَاءِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرُونَ: بَلْ إِذَا خَالَطَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ. قَالَ: قَالَ أَبُو مُوسَى: فَأَنَا أَشْفِيكُمْ مِنْ ذَلِكَ. فَقُمْتُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَى عَائِشَةَ فَأُذِنَ لِي، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّاهُ – أَوْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ – إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكِ عَنْ شَيْءٍ وَإِنِّي أَسْتَحْيِيكِ، فَقَالَتْ: لَا تَسْتَحْيِي أَنْ تَسَأَلَنِي عَمَّا كُنتَ سَائِلًا عَنْهُ أُمَّكَ الَّتِي وَلَدَتكَ، فَإِنَّمَا أَنَا أُمُّكَ، قُلْتُ: فَمَا يُوجِبُ الْغُسَلَ؟ قَالَتْ: عَلَى الْخَبِيرِ سَقَطَتَ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا جَلَسَ بَيْنَ شُعَبِهَا الْأَرْبَعَ وَمَسَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْلُ»
٣ـ قَولُ عُمر بن الخطاب رضي الله عنه لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه: اذْهَبْ إِلَى أم المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رضي الله عنها: عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ الْأَوْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضي الله عنه قَالَ: يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ، اذْهَبْ إِلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضي الله عنها فَقُلْ: يَقْرَأُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ عَلَيْكِ السَّلَامَ، ثُمَّ سَلَهَا أَنْ أُدْفَنَ مَعَ صَاحِبيَّ، قَالَتْ: كُنتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، فَلَأُوثِرَنَّهُ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ، قَالَ لَهُ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: أَذِنَتْ لَكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
٤- قَولُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله ع: يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسَمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحمنِ؟ عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَعُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنه جَالِسٌ إِلَى حُجْرَةِ عَائِشَةَ، وَإِذَا نَاسُ يُصَلُّونَ فِي الْمَسْجِدِ صَلَاة الضُّحَى، قَالَ: فَسَأَلْنَاهُ عَنْ صَلَاتِهِمْ، فَقَالَ: بِدْعَةً، ثُمَّ قَالَ لَهُ: كَم اعْتَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَرْبَعًا، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ: وَسَمِعْنَا اسْتِنَانَ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْحُجَرَةِ، فَقَالَ عُرْوَةُ: يَا أُمَّاهُ، يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَلَا تَسَمَعِينَ مَا يَقُولُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَتْ: مَا يَقُولُ؟ قَالَ: يَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهِ عليه وسلم اعْتَمَرَ أَرْبَعَ عُمَرَاتِ، إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَبٍ، قَالَتْ: يَرحم الله أبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا اعْتَمَرَ عُمَرَةَ إِلَّا وَهُوَ شَاهِدُهُ، وَمَا اعْتَمَرَ في رَجَبٍ قط.
٥ـ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَصْبَحْتُ عِندَكِ إِلَّا لِهَذِهِ السَّاعَةِ: عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، عَنْ جَدَّتِهِ رُميثَةَ قَالَتْ: أَصْبَحْتُ عِندَ عَائِشَةَ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَامَتْ فَاغْتَسَلَتْ، ثُمَّ دَخَلَتْ بَيْتًا لَهَا فَأَجَافَتِ الْبَابَ، قُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا أَصْبَحْتُ عِندَكِ إِلَّا لِهَذِهِ السَّاعَةِ، قَالَتْ: فَادْخُلِي، قَالَتْ: فَدَخَلْتُ، فَقَامَتْ فَصَلَّتْ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ، لَا أَدْرِي أَقِيَامُهُنَّ أَطْوَلُ أَمْ رُكُوعُهُنَّ أَمْ سُجُودُهُنَّ، ثُمَّ الْتَفَتَتْ إِلَيَّ فَضَرَبَتْ فَخِذِي، فَقَالَتْ: يَا رُميثَةُ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهَا، وَلَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَايَ عَلَى تَرْكِهَا مَا تَرَكْتُهَا.
٦ـ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا اسْتَطَعْتِ فِيمَا أَنفَقْتِ أَنْ تَشْتَرِي بِدِرْهَم لَحَما تقطرِينَ عَلَيْهِ؟!:
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ قَالَتْ: بَعَثَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَى عَائِشَةَ بِمَالٍ فِي غِرَارَتَيْنِ يَكُونُ مِائَةَ أَلْفٍ، فَدَعَتْ بِطَبَقٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صَائِمَةً، فَجَعَلَتْ تَقْسِمُ فِي النَّاسِ، قَالَ: فَلَمَّا أَمْسَتْ قَالَتْ: يَا جَارِيَةُ، هَاتِي فِطرِي، فقالَت أُمُّ ذَرَّةَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، أَمَا اسْتَطَعْتِ فِيمَا أَنْفَقْتِ أَنْ تَشْتَرِي بِدِرهم لَمّا تُفْطِرِينَ عَلَيْهِ؟! فَقَالَتْ: لَا تُعَنِّفِينِي، لَوْ كُنتِ أَذْكَرَتِنِي لَفَعَلْتُ.
٧- يَا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، اشْتَرِينِي، فَإِنَّ أَهْلِي يَبِيعُونِي، فَأَعْتِقِينِي:
عَنْ أَيْمَنَ المَكِّيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَتْ عَلَيَّ بَرِيرَةُ وَهِيَ مُكَاتَبَةُ، فَقَالَتْ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، اشْتَرِينِي، فَإِنَّ أَهْلِي يَبِيعُونِي، فَأَعْتِقِينِي، قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَتْ: إِنَّ أَهْلِي لَا يَبِيعُونِي حَتَّى يَشْتَرِطُوا وَلَائِي، قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لي فِيكِ، فَسَمِعَ ذَلِكَ النّبيُّ – أَوْ: بَلَغَهُ – فَقَالَ: «مَا شَأْنُ بَرِيرَةَ؟»، فَقَالَ: اشْتَرِيهَا، فَأَعْتِقِيهَا وَلْيَشْتَرِطُوا مَا شَاءُوا»، قَالَتْ: فَاشْتَرَيْتُهَا، فَأَعْتَقْتُهَا وَاشْتَرَطَ أَهْلُهَا وَلَاءَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ الله: «الوَلَاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ، وَإِنِ اسْتَرَطُوا مِائَةَ شَرط».
٨ـ يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَكُونَ لِي حَظٍّ فِي الإِسْلامِ: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيشِ رضي الله عنها قَالَتْ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ لَهَا: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، قَدْ خَشِيتُ أَنْ لَا يَكُونَ فِي حَظِّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْل النَّارِ، أَمَكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ يَوْمِ أَسْتَحَاضُ، فَلَا أُصَلِّي لِلَّهِ عز وجل وَ صَلَاةً، قَالَتْ: اجلسي حتى تجيء النبي صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا جَاءَ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذه فَاطِمَةً بِنْتُ أَبِي حُبَيْشِ تَخْشَى أَنْ لَا يَكُونَ لَهَا حَظِّ فِي الْإِسْلَامِ، وَأَنْ تَكُونَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، تَمْكُثُ مَا شَاءَ اللهُ مِن يَوْمِ تُسَتَحَاصُ فَلَا تُصَلِّ لِلَّهِ عز وجل وفِيهِ صَلَاةَ، فَقَالَ: «مُرِي فَاطِمَةَ بِنتَ أَبِي حُبَيشِ، فَلْتُمْسِكَ كُلِّ شَهْرٍ عَدَدَ أَيَّامٍ أَقْرَائِهَا، ثُمَّ تَغْتَسِلُ، وَتَحتَشِي، وَتَسْتَثفِرُ، وَتَنَظَّفُ، ثُمَّ تَطَهَّرُ عِندَ كُلِّ صَلَاةٍ، وَتُصَلِّ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ رَكْضَةً مِنَ الشَّيْطَانِ، أَوْ عِرْقُ انْقَطَعَ، أَوْ دَاءُ عَرَضَ لَهَا».
٩- قَوْلُ: «أُمَّي» لِعَائِشَةَ رضي الله عنها: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَحْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدَّثَكُمْ عَنِّي وَعَنْ أمي؟ قَالَ: فَظَلَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا أُحَدِّثَكُمْ عَنِّي وَعَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَا: بَلَى. وَعَن أبي سَلَمَةَ بن عَبدِ الرَّحمَنِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْأَسْوَدِ بن عَبْدِ يَغُوثَ قَالَ – وَكَانَ جَلِيسًا لَهُمْ، وَكَانَ أَبْيَضَ اللَّحْيَةِ وَالرَّأْسِ ـ قَالَ: فَغَدَا عَلَيْهِمْ ذَاتَ يوم وَقَدْ حَرَّهُمَا، قَالَ: فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: هَذَا أَحْسَنُ، فَقَالَ: إِنَّ أُمَّي عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ إِلَيَّ الْبَارِحَةَ جَارِيَتَهَا نُخَيْلَةَ، فَأَقْسَمَتْ عَلَى لَأَصْبُغَنَّ، وَأَخْبَرَتْنِي أَنَّ أَبَا بَكْرِ الصِّدِّيقَ كَانَ يَصْبُعُ.
[ كتاب | عائشة أم المؤمنين بستان العلم الدّين ]