يوْمَ تُشْرِقُ فِيهِ الشَّمْسُ عَلَى أَحْسَنِ عَرُوسَيْن

كَانَ يَوْمًا مُبَارَكًا، ذَلِكَ الْيَوْمُ العَظِيمُ الَّذِي جَاءَ مُخْتَلِفًا عَنْ كُلِّ يَوْمٍ؛ إِذْ كَانَتْ فِيهِ اللَّحْظَةُ الأُولَى لِلْقَاءِ الكَرِيمِ بَيْنَ النَّبِيِّ اللهِ وَالصِّدِّيقَةِ ابْنَةِ أَخِيه ووَنَصِيرِهِ وَصَاحِبِهِ الوَفِي أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضي الله عنه.

إِنَّهُ يَوْمُ مُخْتَلِفُ فِي عُرْسٍ مُخْتَلِفٍ، بَدَأَ بِالعَرُوسِ نَفْسِهَا فِي صِغَرِ سِنّهَا وَكَبِرِ عَقْلِهَا وَفَهْمِهَا وَذَكَائِهَا، وَأَنَّهَا الزَّوْجَةُ البِكْرُ الوَحِيدَةُ فِي حَيَاتِهِ ، وَأَنَّهَا الوَحِيدَةُ الَّتِي جَاءَتِ البَشَائِرُ بِهَا عَنْ جِبْرِيلَ عليه السلام ، عَنِ ربه سبحانه، وَمُنْذُ سَنَوَاتِ الدَّعْوَةِ الأُولَى، ثُمَّ مِنْ حَيْثُ التَّوْقِيتُ أَيْضًا فَهُوَ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا فِي اللَّيْلِ كَمَا هُوَ السَّائِدُ فِي حَيَاةِ النَّاسِ، بَلْ دَخَلَ عَلَيْهَا ﷺ فِي وَقْتِ الضُّحَى، وَكَأَنَّمَا هُوَ إِعْلَانُ أَنَّ الحَيَاةَ مِنَ اليَوْمِ أَضْحَى لَهَا مَذَاقُ آخَرُ، وَلَوْنُ آخَرُ، وَأَنَّ مَرْحَلَةً جَمِيلَةً مِنَ العُمُرِ أَشْرَقَتْ إِشْرَاقَةَ هَذَا الضُّحَى المُبَارَكِ.

[ كتاب | عائشة أم المؤمنين بستان العلم والدّين ]

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة