النبي ﷺ يعلم عَائِشَةَ لها ويؤدبها

١- تعليمها رضي الله عنها الْجَوَامِعَ وَالْكَوَامِلَ مِنَ الدُّعَاءِ

عَنْ جَبْرِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَرَادَ أَنْ يُكَلِّمَهُ وَعَائِشَةُ تُصَلِّي، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ الله: «عَلَيْكِ بِالْكَوَامِلِ، أَوْ كَلِمَةً أُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَتْ عَائِشَةُ سَأَلَتْهُ عَن ذَلِكَ، فَقَالَ لَهَا: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ مَا عَلِمْتُ مِنْهُ وَمَا لَمْ أَعْلَمْ، وَأَسْأَلُكَ الجنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَسْأَلُكَ مِنَ الخَيْرِ مَا سَأَلَكَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدُ ، وَأَسْتَعِيدُكَ مِمَّا اسْتَعَادَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ مُحَمَّدُ ، وَأَسْأَلُكَ مَا قَضَيْتَ لِي مِنْ أَمْرٍ أَنْ تَجْعَلَ عَاقِبَتَهُ رَشَدًا»

٢-تَعْلِيمُهَا رضي الله عنها الدُّعَاءَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ القَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عني».


٣ـ تَعْلِيمُها له الدُّعَاءَ عِندَ زِيَارَةِ الْقُبُورِ

عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَحْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا: أَلَا أُحَدِّثَكُمْ عَنِّي وَعَن أَي؟ قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: أَلَا أَحَدَّثَكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللهِ ؟ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: قَالَتْ: لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي
الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ الله فِيهَا عِندِي انقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ، وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ، فَاضْطَجَعَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا رَيْتَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا، وَانتَعَلَ رُوَيْدًا، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ، ثُمَّ
أَجَافَهُ رُوَيْدًا، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِي رَأْسِي، وَاخْتَمَرَتُ، وَتَقَنَّعَتُ إِزَارِي، ثُمّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ، فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مراتٍ، ثُمَّ الْحَرَفَ فَالْخَرَفْتُ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلَتُ، فَأَحْضَرَ
فَأَحْضَرْتُ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ ، فَلَيْسَ إِلَّا أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ، فَقَالَ: مَا لَكِ يَا عائش حَشْمَا رَابِيَةُ ؟ قَالَتْ: قُلْتُ: لَا شَيْءَ، قَالَ: تُخْبِرِينِي أَو لَيُخْبِرَني اللطِيفُ الخَبِيرُ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، بِأَبي أَنْتَ وأمي،
فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: «فَأَنْتِ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ أَمَانِي؟»، قُلْتُ: نَعَمْ، فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهَدَةً أَوْ جَعَتَنِي، ثُمَّ قَالَ: «أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ ؟!»،
قَالَتْ: مَهمَا يَكْتُمُ النَّاسُ يَعْلَمُهُ اللَّهُ، نَعَمْ، قَالَ: «فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ، فناداني، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ، فَأَجَبْتُهُ، فَأَخَفَيْتُهُ مِنْكِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعَتِ ثِيَابَكِ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدَتِ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ، وَخَشِيتُ أَنْ
تَسْتَوْحِشِي، فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُك أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَي لَهُمْ، قَالَتْ: قُلْتُ: كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: قُولِي: السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَيَرحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلَاحِقُونَ».

٤- تَعلِيمُهَا الرِّفْقَ مَعَ النَّاسِ وَتَحْذيرُهَا مِنَ الْعُنْفِ

عَنْ عَائِشَةَ لها زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطُ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللهِ الله ، فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقَهِمتهَا فَقُلْتُ: وَعَلَيْكُمُ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ، قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَلَمْ تَسَمَعَ مَا قَالُوا؟! قَالَ رَسُولُ اللهِ : قَدْ قُلْتُ: وَعَلَيْكُمْ. وفِي رِوَايَةٍ أَنَّ يَهُودَ أَتَوُا النَّبِيَّ ﷺ فَقَالُوا: السَّامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ عَلَيْكُمْ، وَلَعَنَكُمُ اللهُ، وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْكُمْ قَالَ: مَهْلًا يَا عَائِشَةُ، عَلَيْكِ بالرفقِ، وَإِيَّاكِ وَالعُنف والفحْشَ قَالَتْ: أَوَلَمْ تَسَمَعَ مَا قَالُوا؟! قَالَ: «أَوَلَمْ تَمَعِي مَا قُلْتُ؟! رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ، فَيَسْتَجَابُ لِي فِيهِمْ، وَلَا يُسْتَجَابُ لَهُمْ فِي).

٥- تَعْلِيمُهَا الرِّفْقَ بِالحَيَوَانِ

عَنْ شُرَيْحٍ بَنِ هَانِي، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى الْبَادِيَةِ إِلَى إِبِلِ الصَّدَقَةِ، فَأَعْطَى نِسَاءَهُ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَهُنَّ بَعِيرًا بَعِيرًا غَيْرِي، فَأَعْطَانِي بَعِيرًا آدَمَا صَعبًا، لَمْ يُرْكَبَ
عَلَيْهِ، فَقَالَ: «يَا عَائِشَةُ، ارْفُقِي بِهِ، فَإِنَّ الرِّفْقَ لَا يُخَالِطُ شَيْئًا إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُفَارِقُ شَيْئًا إِلَّا شَانَهُ».

[ كتاب | عائشة أم المؤمنين بستان العلم الدّين ]

شارك هذا المقال:

مقالات مشابهة